الأربعاء، 19 ماي 2010

مملكة البؤساء




من
مواطن بسيط ابن مواطن بسيط ابن آخر بسيط إلى السّادة الأساتذة بؤساء الجزائر


كُتب بأول صفحة , أول سطر في كتاب تاريخ الجزائر "الماضي و الحاضر و المستقبل" انّ هذه الأرض حملت و تحمل و ستحمل من عهد الرومان الى عهد البايلك عثمان لعهد ارفع راسك يا ابّا ثلاثة اصناف لا رابعة لهما :

* صنف ولد بالصنوبر و عاش بأكناف الصنوبر ثم مات بالمقبرة المركزية
* صنف ولد فقيرا ؛؛التحق بصفوف العمل الوطني ثم مات غنيا
* صنف ولد فقيرا و عاش مضربا ثم مات مضروبا

و قد اوردت الناشيونال جيوغرافيك في هذا الشأن بسلسلة " مملكة الجزائر" الأصناف السّالفة الذكر

* صنف خلق ليُسؤل : فصيلة المسؤوليات و ذوات الكتف العالي .
* صنف خلق ليتمسأل : ذوات البطون و البندير , تولد برصيف المملكة ثم تُتبنّى من المسؤولين "لغاية في نفس يعقوب"
* صنف خلق ليقترض : القوارض و المدينين , المضربين المضروبين و الموظفين

و جاء في بعض التعريفات التي خصّت بؤساء الجزائر " ... و هم قوم طبشور و غبار و حساسية ؛؛ ارتفاع ضغط و ازمات قلبية ؛؛ اتباع و مريدي الطريقة النقابية ؛؛ كلّما زادوهم زادت الميزيرية ... "




السّادة البؤساء :
فلتعلموا انّ لكم علينا فضلا , و انّنا نبجلّكم و ننزلكم احسن المنازل و لم و لن نبخسكم حقّكم ؛

و لكن ؛؛

دعونا نعيش معا في فقر و سلام , و ليكن شعارنا الفقر الهادئ .
لماذا لم تقتنعوا بعد بأنّ الأستاذ بالجزائر لن يمتلك سيّارة كاش و لا منزل كاش , لن يشطب اسمه من سجلاّت الكريدي و لن يهدي لإبنه سيارة و لا لزوجته خاتم الماس .

لماذا من بين كل بؤساء هذا الوطن المقتنعين القانعين الخاضعين الساكتين ... إلاّ انتم و الأطباء "رايحين تفرّو"

قوانين الجاذبية بالجزائر تخضع لحسابات خاصّة , الطيران ممنوع على العديد من الأصنف بمملكتنا حتّى ولو كانت تملك اجنحة كأجنحة الخليفة آير لاينز .
و اذا اخترقت هذه القوانين سيحدث اختلال بتوازن المملكة .

يقول احد الباحثين : "
... و رفعت اجور البرلمانيين لتثقب سقف التوقعات , فكان البرلماني يومها ينال حمل بعير من ذهب و فضّة , و مع ذلك لم يحدث اي اختلال بسوق الفلاّح , كذلك سلك الشرطة و الجمارك و عمال المطارات .. و القائمة تطول .."

الى ان قال
" .. و انظر يرعاك الله إلى معاشر الأساتذة , كلّما نالو درهما حلّت الكارثة بجيوب البشر , غلاء و ندرة و ميزيريّة .. "

و قد كنت سأجزم ان راتب الأستاذ هو سبب ارتفاع ثمن العدس و السكر و الماندرين و الكراء و الضريبة الاضافية و سبب الأزمة العالمية .. و كل هذا نابع من تلك العلاقة الوطيدة بين ارتفاع رواتب الاستاذة او حتّى نية الدولة في رفعها و القفزات التي تليها بأسعار المواد و السّلع .


السّادة الفقراء
الفقر ليس عيبا , كذلك الشّقاء و الميزيريّة , اذا كنت لا تمتلك الأشياء فتعلّم كيف تستمتع بافتقادها .
"واش خصّنا" و احنا نجري و نتدافع امام كل حافلة , و نحن نشاهد اشهار "الشامبورزي" و اللي فالقلب فالقلب ؛؛ و نحن نستعمل الصّيني و نسكن بالقزديري ...أرفع راسك يا ابّا

بالجزائر فاقد الشّيئ لا يعطيه , كذلك مالك الشّيئ "ميش مسمّح فيه" لأنّ الشّيئ هنا مرتبط بإلتزامات العشرية القادمة , التزامات الفاف من فنادق لوكاستيلو و جنوب افريقيا , بمن يرفع يده كل ثلاثي و سداسي , بمن يحمل الحملة و بمن يجيد السباحة بالحملة .

الخزينة لا تؤمن بالمعنويات , الخزينة تريد الملموس و تقدّم الشيئ لمن يهب لها أشياء , برميل نفط او حتّى "قرعة" تؤمن بالمناقصات الورقية الكبرى التي توحي للعالم الخارجي بأنّ الجزائر تعيش مرحلة
Tout va bien ؛؛ تؤمن بمن يجلب لها الصيني و الياباني و التركي لشوانط الوطن .. ..
أنتم اليوم تقدمون لها مجرّد اعباء اضافية , كل يوم الف متخرّج بطّال , الف حرّاق , الف دماغ هارب , الف معارض الف لسان مزعج .. الخ



الوضع خطير و لست ادري مالذي سيلحق بالعدس و السّكر , و الله يرحم سوق الفلاّح و الفلاّح .
يقول احد حرّاس "الباركينج" بعد ان سألته عن سبب رفع تسعرة الحراسة
" كل شيئ زاد .... و اكل زادوهم السلاك الاساتذة و الاطباء .. "
الوضع ربما اخطر من الخطير , اذا اعتبرنا انّ حمّة الزيادة مسّت "عساس الباركينج"
ربما سيضرب هو الآخر و سنسمع بنقابة الباركينجات التي ستمهّد لوزارة الباكينج ؛؛
كل شيئ ممكن بديارنا !!



الواقع يقول انكم تُضربون من هنا و هم يضربون من هنا !! و وقعنا نحن تحت وابل من النّيران الصّديقة , نحن البؤساء "صنع صيني" من الذين لا يملكون شيئا يضربون عليه .
و لازالو يُضربون و لازالت الدولة تضرب و لازلنا نحن نُضرب , مع انّ الدولة اعطتهم الحل و اختصرت عليها اميال من الإضراب و التبهديل ؛؛
الرّئيس دعى الأساتذة المغتربين بالعودة للوطن و وعدهم بنفس الرّواتب التي كانوا يتقاضونها !!

و راحت عليكم يا اساتذة , كل سنوات الإضراب و كل الأشواط التي قطعتموها يحرقها الأستاذ المغترب ببضع ليترات من الكيروزان " وراكم قاع محروقين"
فمالذي تنتظرونه ؟ امامكم "دورة مياه" لتبلغوا مرادكم , من المحيط الى ما وراء المحيط ثمّ رحلة العودة لتحدثو تلاميذكم عن البابا نويل و الشامبورزي الأصلي ...
قالها لكم من دون مقدمات , انتم محليّون , و السّلع المحلية مكانها الاصلي الأرصفة و "النّصبات" يلزمكم طابع بجواز السّفر و جرين كارت لترتاحوا من هم الإضرابات و "تكسار الرّاس"

و بذلك ستتحولون الى :
صنف ولد فقيرا نال الإذن من القنصلية فطُبُع له فرُضي عنه





و شكرا

بقلم : مواطن مهتّم مؤقّتا

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق