الاثنين، 11 جانفي 2010

أنــــــــــا المُمْضي أسفله (مواطن a vendre )






أنا المُمضي أسفله

اعلم السّلطات العليا و حتّى الوسطى , و حاشى حاشى لله ان تكون هناك سلطة دُنيا ؛؛ انا لم اقل هذا و لم انوي حتّى التفكير في نية قول هذا و أتبرّء من هذا الفكر الأعوج و ان كنتم ترون انّني قلت او سأقول هذا مستقبلا فاسجنوني او اعدموني أنا تحت تصرّفكم لا بل تحت تحت تصرّفكم .

اعلمكم انّني اليوم مستعد بالتّواجد في أي ظرف زمان او مكان او شبه مكان , أي دهليز او مخفر , مخبر , محضر بربوع هذا الوطن؛ حتّى لو كان عنوان الظّرف أكبر مزبلة بالبلاد, و قول أي شيئ تطلبوه منّي و فعل أي فعل يندرج تحت الفعل " فعل " .

أنا أملك مواهب كثيرة و قدرات جبّارة و أفكار شيطانيّة قد - و أقول قد - تُفيد سيادتكم , و لكم الحّق في الإستغراب !! كيف لشخص مثلي أن يفيد حضرتكم و أنتم -الأنتم- اصحاب الشّيطان حُمات هذا الوطن .

أستطيع أن أكتب لكم تقارير يومية - أو حتّى ساعيّة- عن تحرّكات المواطنين الأوباش , كجارنا الذي سبّ الحكومة بالأمس لأجل كيلو عدس !! حكومة كلّها تُهان لأجل عدس و فاصوليا ؛؛ و هو و الأوباش أمثاله يجتمعون كلّ ليلة امام باب العمارة للتآمر على الدّولة , تخيّلوا يا سادتي يريدون ان تتدخّل الدولة في اسعار السّوق , يعني تترك كل انشغالاتها و تتفرّغ للسوق و" النُّصبة" ولله عيب , يتصّل الوزير ليسأل عن " الخضّار" بكم باع البطاطا و هل الطماطم المطروحة بالسّوق صالحة للبشر أم لا !!
كذلك أُستاذي قال في سيادتكم كلام غير لائق بسبب أزمة السّكن , هذا النّذل يريد ان يُلهي الدّولة عن التزاماتها الكبرى كالصحراء الغربية و فصائل المالي و انقلابات موريتانيا و المنتخب الوطني لتتفرغ له و لأمثاله حتى تُسكنهم , ثمّ انّه "كذّاب كبير" لانه مُقيم عند حماته منذ خمس سنين و لا يعاني من اي ازمة سكن و لا بطّيخ هو يريد الفتنة و البلبلة لا غير .
في جعبتي الكثير من الكلام عن هذه المنظّمات المافوياوية التي تهدّد لأمن القومي للبلد .

سأكتب الشّعر لأجلكم , مع اني لست بشاعر لكنّي سأصبح شاعرا و أُمسي شاعرا و اشتغل دوام اضافي كشاعر ان شئتم ذلك , سأنضم قصائد حُب عن أي وزير او حزب ,عضو مجلس , رئيس بلدية , اي شخصية تريدونها حتّى و ان كانت وهمية , و سأسجّل في المنتديات بمائة عضوية لأتصدّى للـ"بسودوات" و "اليوزرات" الحقيرة التي تكتب عن سيادتكم كلام قبيح قبّحهم الله .

مستعد ان ألبس نظّارات طبيّة و اطلق العنان لشَعْري و "الموستاش" و اتحوّل لأديب و مفكر , سأكتب فيكم قصص و روايات بطولية - انتم لو تدعموني فقط - سأنشرها بكل دول العالم و بكل اللّغات ؛؛ اصلح اكون صحفي ايضا , انا هرمونات الصّحافة تسري بدمي الذي سأفديكم به , مقالات , اعمدة , كاريكاتور , حتّى الإشهار سيحمل توقيع سيادتكم .
سأذهب للجزيرة , العربية او اي قناة فضائية لأقول ما شئتم , سأشتم الصّحافة الجزائرية و المغرب و مصر و العروش و امريكا , طــــــــوز في أمريكا سأقولها بالإتجاه المعاكس المشاكس الحابس ... أي اتجاه يرضي سيادتكم سأكون في طليعته .

كما أنّني اليوم اناشد فخامة الرّئيس بالتّرشح لعهدة رابعة و اعلم فخامته انّني متشّوق للإشتراك بحملته , سأوزع منشورات و صور , خطب , .. سأحمل اكبر شيته و اجول بها شوارع البلاد , سأجولها و اصولها بـ "بانسو" ان كانت الشّيت محجوزة انا اريد فقط ان اشارك في هذا الانجاز التّاريخي .

انا تُبت من كل فكر و مبدئ حملته من قبل , لقد تعرّضت لغسيل دماغ من طرف الحاقدين على الوطن و الأطراف الخارجية و الأصوات المشبوهة و الأيادي الخفيّة ... لقد تبرّأت منهم و من معارضتهم , سأكتب لكم اسماءهم و عناوينهم و "خلّي تنخرب بيوتهم "

لقد استهوتني التجربة الحنونيّة و طريقة الزّاوية الجّرانية , "واش خصّهم" ملايين و صفقات و مناصب .. الجماعة حسبوها صح ! كرسي و منصب و على العمال و الإخوان السّلام .


السّادة الكرام , مضى علينا عام و هآ نحن على أبواب عام جديد , خشيت ان تُقسّم التّركة من دوني فأردت ان ابعث لكم بهذه الرّسالة طمعا فيما عندكم , انا لا اطمع بالكثير رئيس بلدية تكفيني و الباقي حسب الإجتهاد .


الإمضاء : إبنكم البّار المواطن الصّالح أنــــا


سيدي او يحيى لم يبقى فينا موضع للحزام !!




لست ادري لمذا يذوب هذا الوطن و تتقزّم قوامه كلّما حلّ علينا او يحيى ضيفا .
في كلّ مرّة يظهر الرّجل للعلن , ترى هذا الوطن يجرّ رجليه بحسرة شادّا سرواله خشية السّقوط , و لهذا مافتئ الرّجل يصرخ فينا " شدّو الحزام شدّوا الحزام !! " هو يخشى علينا التعرّي بالشوارع الوطن , عيب ان ترى مواطن جزائري في عصر العزّة و الكرامة حزام سرواله قارب ركبتيه .
أم تراه يخشى علينا من السّمنة ؟؟ ألم تعلموا يرعاكم الله انّ شعب امريكا العظمى بعظمته المُعظّمه مهدد بالغباء بسبب السّمنة المفرطة ؟ لإنّهم يرعاكم الله كلّما شغلّوا التلفاز تقابلهم إعلانات كنتاكي و الماكدونالد بأبخس الثمان , ليس كحال تلفازنا كلّما شُغل ينبري منه البُع بُع اويحي صارخا " شدّو الحزام شدُّو الحزام لا استيراد بعد اليوم لا كيندر و لا سيارات الضريبة ارتفعت البترول نفذ الخزينة فرغت البرميل انخفض الدولار هوى أزمة اقتصادية مشكلة بطيخ !!!!.... "


سيدي اويحيى لم يعُد ينفع معنا حزام لأنّه مشدود عن آخر بكرة ابيه , حتى اننا لم نعد نستعمله , اصبح الحزام اليوم يعبر عن البورجوازية و مظهر من مظاهر الشّبع , استبدلناه بمعاصم السّاعات اليدوية فهي اريح و على مقاس بطوننا تماما ,

كذلك سيدي اويحيى "الماندرينا" التي كنّا نرمي بعضنا البعض بها زمانا للتفكّه و اللّعب .. باتت اليوم تعبر عن البورجوازية , رأيت شخاص آخذ صورة مع 5 كيلو ماندارينا بنقّاله حتى يوهم زملائه انه غني و "لاباس بيهم" , البعض استبدل كعكة الخطوبة بكيس ماندارينا , حتّى اننا سمعنا بحالات رشوة بواسطة الماندارينا ... اصبح كيلو برتقال بثلاجة المنزل يعبّر عن البورجوازية الباريسية سيدي او يحيى .

كذلك العدس و الفاصوليا يا سيدي , هذه الحبوب التي كانت بالأمس تعبّر عن البؤس حتى لُقّبت بؤكلة المساجين .. كنّا نسخر من آكلها و طابخها و بائعها و المبيوعت اليه... أصبحت اليوم من السّلع الكمالية ان لم نقل الرّفاهية .

سيدي في بيتنا كل شيئ مُكتّض لآخره إلّا الثلاجة لم يحصل لها الشّرف بعد , في حرّ الصّيف كنّا نستر خوائها بقوارير بلاستيكية , أمّا و الشّتاء قد حل كيف السّبيل لإسكات جوعها ؟
لا تقّلّي اللّحم يارعاك الله , فلحمنا لا يحتاج للثلاجة لأنه يأتي مُثّلج , و لا يحتاج لثلاجة لإنّه لحم مُزيّف كالسّمك المزيف و السّكر المزيف و القهوة المغشوشة و البطاطا الخنزيرية .....

زيف !! كذلك اصبحنا اليوم اجسادا مزيّفة , مالذي بقي لنا يا سيدي ؟ لا شيئ غير الخبز و الماء شعار بؤساء فيكتور ايغو , و ان كنّا نستبدل الماء احيانا بالغاز ترويحا عن النّفس, هذه الصناعة التي برعت فيها الجزائر أيّما براعة - صناعة القازوز - لكل جهة مشروب و لكل ولاية غازها الخاص ,

و في القازوز حكمة , اي نعم سيدي ,و في القازوز حكمة , بخس الثّمن و حلو المذاق و الأهم الأهم يُشعرنا بالتّخمة مع قليل من الخبز ,
نعم التّخمة التّخمة التّخمة !
تخمة لا تكلّفنا سوى قارورة غاز و رغيف خبز ..
لكنّها تُخمة زائفة كلحمنا الزّائف و سمكنا الزّائف ....

كذلك سيدي الخمسة و عشرون بالمائة التي تكرّمت بها علينا , و التّي تغنّت بها جواري القصر و هلهل بها شعراء البلاط .. لا تعني لنا سوى جوّال مستعمل او سروال و جوارب , بينما تعني لكم الكثير , نعم الكثير سيدي , فشتّانى بين الثّرى و الثريا.. بين الخمسة عشر الفا و الثلاثة مائة الف ...


سيدي , كلّ ما ذُكر سابقا لا يهم , اعتدنا على هذه المشاكل و أوكلنا أمرنا لله , لن تخرب الدّنيا إذا جُعنا أو تعرّينا فداءا لهذا الوطن , نحن نعلم أنّك تدّخر لنا تلك الأموال للمستقبل و أنّك تكتنز ذهب هذا الوطن و دوفيزه الأبيض للأيام السّوداء , مع أنّي لا اعلم أيّ سواد ستخضّب به أيامنا القادمة و هل هناك سواد اكثر مّن الذي نحن فيه .. لا يهم لا يهم , انت ركّز فقط و دعك منّا و من بطوننا , ركّز سيدي فالبركة في انغولا .. كلّ البركة في انغولا و ليكتب التّاريخ ماشاء ان يكتب من بؤس و جوع و قهر و ميزيريّة المهم انّنا في المونديال و كلّ شيئ عدا ذلك يهون .



و شكرا




بقلم مواطن مُهتّم