السبت، 14 نوفمبر 2009

بؤساء الجزائر ….Les Miserables d'Algérie

بسم الله الرحمن الرحيم
و الصّلاة و السّلام على اشرف المرسلين
الإخوة الأفاضل
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته



لست ادري هل كان Victor Hugo يعرف البؤس جيدا للكتابة عنه
انا لا اظن انه عرف البؤس و البؤساء اصلا
بين سطور كتاب فيكتور تجد ان بؤساءه مجموعة من المعدومين
احتضنتهم شوارع فرنسا
بؤساء فيكتور شرذمة من المتسولين هدفهم الوحيد هو ايجاد وجبة ساخنة
فهل المتسولين عندنا من البؤساء ؟؟
لا اظن ذلك ...


بؤساء فيكتور هم الجهل بعينه لا يعرفون شكل القلم فضلا عن استعماله
فهل الجهّال عندنا بؤساء ؟؟
ايضا .. لا اظن ذلك...


انا هنا لن اتكلم عن مخيلة فيكتور و لا عن شخصيات كتابه
لست هنا لنقد كتابه و افكاره
انا هنا فقط … للكلام عن بؤساء الجزائر

ففي بلادي اصبح البؤس و الشّقاء صفة متلازمة بــــــــ :
الاستاذة


تعتبر هذه الفئة السّواد الاعظم من بؤساء الجزائر
من اللذي يلبس سروال شهب مهترء غير الاساتذة في الجزائر
من اللذي يلبس شبه حذاء في الجزائر غير الاستاذ
الاستاذ في بلادي … هذا البائس الكبير يعيش بالتقسيط
يعني من اصبع رجله لآخر شعرة في راسه ملك لمصّاصي الدماء

الثلاجة و المدفاة و التلفاز …………… بالتقسيط
السيارة ……….. بالتقسيط ( هذ ان كان يملك سيارة)
المسكن ……… بالتقسيط
الكسوة ……….. من الشيفون طبعا

حالة تدعوا للشفقة , أليس كذلك !!
و الإنتكاسة اين …………..
اخبرني استاذ كثير السّفر لبلاد فيكتور
قال لي هذا البائس انه يلقى استقبالا لا مثيل له في مطارات فيكتور
هم لا يفعلون هذا لسواد عينوو
هم يفعلون هذا لانهم قرؤوا على جواز السفر المهنة : أستاذ
فكلمة استاذ في بلاد البؤساء بلاد فيكتور كلمة مقدّسة
يخشون من حاملها و يقدرونه

بالله عليكم … اليست هذه انتكاسة
البائس يقدّر و يحترم في بلاد البؤساء

كثيرا ما يجالسني بائس (استاذ) في المقهى او بالحافلة
و يخبرني على استحياء بمهنته
اغتنم الفرصة فورا و احاول تجاذب اطراف الحديث معه حول اختصاصه
لعلّي اقتبس منه نورا
لكن البائس يبقى دائما بائس
ما ان يبدئ الحوار ….
ترى المسكين يشبعني دروسا في مهنة البؤس
.. الشّكارة تاع الدقيق بـ كذا و كذا …. التريستي … الغاز … لولاد هبّلوني …
و سرعان ما يتحول ذلك الحوار الهادئ … الى محضر للشكاية .

عيب و الله يا جماعة
لقد قتلوا عقول هؤلاء الكوادر
اتذّكر عندما كنت ادرس بالثانوية
كان الدرس متعلق بالرياضيات
و لكن بائس الرياضيات يشرح لنا في متتالية الجنون في الجزائر
اتدرون ما هي متتالية الجنون ؟؟

اول شيئ تتخرج من الدراسة
ثم تقضي على نفسك و تشتغل استاذ
ثم تجنّ في الاخير

بصراحة …………
كم تعرف اخي القارئ من بائس جنّ في آخر ايامه
انا اعرف الكثير
هؤلاء بؤساء الجزائر
هل جنّ بؤساء فيكتور
……لا أظن ذلك

مع احترامي لهؤلاء البؤساء اللذين اقدّرهم كثيرا
و لتقديري هذا فأنا اكتب عنهم
و لكن ….

لقد امتهنوا حرفّة التسول
و اي تسول
المتسول الحقيقي عندنا (original) يكسب في اليوم حوالي 1200 دج
البائس الجزائري يخوض معركة لا بل مطحنة لا بل ملحمة
شهور و شهور من الإضراب و الإعتصام ناهيك عن ذل المسألة
و ذل التحقيقات بالمحاكم
في الأخير ……………..
يمنّ عليه حلبة الخزينة و زبانيتها بـ حوالي 800 الى 900 دج في الشهر
حيز التطبيق يبدئ في الفاتح جانفي طبعا .

أرايت اخي البائس لو سمع بك صاحبنا المتسول الحقيقي لاشفق عليك .
……. و لتصدّق عليك .

لقد اصبحت بع بع يخوّفون بك النّاس
تجد الأولياء يخوّفون ابناءهم
ادرس جيدا و إلاّ ستعمل استاذ في المستقبل

انا مرّة اقترحت على احد البطّالين ان يدّرس
قال لي بالحرف
يا لطيف … هبلت
انا اعطيه الحق و اتراجع عن اقتراحي
كيف اخونه ادفع به للبؤس برجليه
لا و الف لا .

فبؤس الاساتذة ثقيل على القلب
لانه نوع جديدة من الشقاء لم يكن في وقت فيكتور
و إلاّ لكتب فيكتور عن الاساتذة سلسلة طويلة عريضة

يا رجل ….
المسكين لا يستطيع توفير قوت شهره
المسكن و السيارة يعتبران حلم و هدف في حياته
في منتصف مشوار البؤس الطويل يصاب بشتّى الامراض
ضيق التنفس, الحساسية , ضغط الدمّ , ضعف النظر , و طبعا لا ننسى الجنون .
في نهاية المشوار يأخذ اضعف الرواتب بين المتقاعدين .

و لا ننسى الخدمات الإجتماعية
المسكين يشتغل 15 سنة حتى يتمكن من الإستفاذة برحلة الى ………….؟
الى اين يا ترى ؟؟؟؟
رحلة صيفية بجيجل او عنابة حوالي 10 او 15 يوم يحوس بالاولاد قليلا .
و حتى يبرهن لأولاده انه لم يخطئ حين امتهن حرفة البؤس .
ففي البؤس فائدة .

بدأت افكاري تتشوش ….
فهي لم تعتد الكتابة على حالات مزرية كهاته …
لدى سأريحها و اتوقف عن الكتابة ….
فقط … اتمنّى ان لا يغضب الاساتذة منّي …
لأني احبهم و الله …
لكن …. لم استطع التحمّل


.
كان معكم الخميائي … في : بؤساء الجزائر

هناك تعليق واحد:

  1. السلام عليكم و رحمة الله تعالى و بركاته
    ألممت و شملت و أظن أن بؤساء فيكتور لو علموا ببؤس الأستادة بالجزائر لانتفضوا و طالبوا بتغيير التسمية لانها اصبحت لا تليق بهم بعد ان حملها أمثال الاساتدة
    مقالك رائع لو رآه أحد أساتدتك الان لفخر بك و بما تكتب جسدت الحقيقة فلا داعي للاسف في الاخير
    اتدري متى ينسى همه الاستاد حين يدخل القسم و يقول بسم الله و توكلت عليك و ينظر الى تلامدته الامانه التي على عاتقه و يفرح و يشعر بالغبطة عند ابتسام تلامدته كتعبير على استيعابهم للدرس
    و رضى الله و اداء الواجب بامانة اكبر وسام و اعلى رتبة يتقاضاه البائس الدي يستهان به الان
    احيانا يمقت مهنته لكن غالبا ما يحمد الله على نيله الشرف بمهنة سامية و سنتيمات حلال يقتات بها و اولاده
    دمت متألقا بما تكتب اخي شعيب
    تحية و تقدير

    ردحذف