السبت، 14 نوفمبر 2009

وكالة جازا لعلوم الفضاء





جــــزائر يا مطلع المعجزات

عبارة حُقّ لها ان تكتب بماء الذّهب و تدحس دحسا بالنشيد
لا بل و تنقش بالشجر و الحجر لتزاحم صور الايكسيلانس
و لعمري ما قال شاعر بأصدق منها, و لم و لن يحدث هذا و لو اجتمعت على ذلك لالّة تومي و زبانيتها .

ثمّ امّا بعد :


في بلد تتحول فيه بركات السّماء الى برك بالارض تبتلع مدنا و قرى و خلقا كثيرا ...
و مليمترات من المطر الى سيل عرمرم يهلك الحرث و النّسل
و نسائم لطيفة الى ريح صرصر عاتية تنزع الناس كانهم اعجاز نخل منقعر .....
بلد لازال "الايبوط" سلعة رائجة باسواقه ..زخّات من المطر تمرمد سكانه في الوحل
بلد لازال المواطن فيه يحلم بحنفية في منزله ,و خيط كهرباء فوق منزله و طريق يصلح للبشر خارج منزله....
بلد تصوم حنفياته في رحلة الشتاء و سدوده ملئى حدّ السّكر ,
و تنفجر الطرقات بينابيع من تحت الارض في عزّ الصّيف
و اسأل رقصات رشتر عنّا , هزّة ارضية ناعمة تُخجل العذراء في خدرها تسّوي مدننا قاع صفصفا لا يرى فيها عوجا و لا امتا
في زمن الانفونزات بشتّى انواعها...يسوقنا الطاعون و الكلب و الرمد الى المقابر كما تساق الشّاة الى حتفها
موطن يعاني من سوء تغذية و فقر دم ,
منذ استقالاله و هو السائر في طريق النمو و لم ينموا بعد ..
جامعته تقبع اسفل سافلين , لا اقصد احسن من خمس جامعات و اسوء من 6995 من بين 7000 جامعة في العالم
و عاصمته من اسوء العواصم , قابعة خلف نواكشط و موريتانيا و كاراتشي
و اقتصاده مبني للمجهول "و المجهول هنا حسب اهل النحو يقع على جانبي السروال"

و مع ذلك , و بالرّغم من كلّ هذا و ذاك ...

تتكلم حكومته عن مشروع نووي و مصنع للسيارة ثم أمّ الكبائر مصنع للهيليكوبترات


بربّكم يا قومي السنا في بلد المعجزات !!!

يا ايتها الحكومة , يا سيادة الرّئيس , يا وزراء يا ناس...... اين حُمرة الخجل
يكفينا مهازل بارك الله فيكم , مالذي بقي في هذا الشعب المسكين ليحمل همّه
ثلاثة ارباعه بالسكري و ضغط الدم و ربع قدم نفسه قربانا للبحر
الاول قال لا يوجد فقراء في الجزائر , قلنا حسبنا الله و نعم الوكيل , او رمضان و الوزير صايم معليش ..
الثاني قال ان المئزر الوردي و الازرق يجعلان ابن الكادح المتميزر مساوي لابناء الحاشية , قلنا الرجل اصابه الكبر و اشتعل رأسه شيبا
واحد يقرّ بعلاقة الحب و المودة بين صندوق النقد الدولي و الخزينة الحنينة و الآخر ما فتئ يصيح "شدّوا الحزام شدّوا الحزام" لا سيارة و لا عقّارات و لا كنتونير و لا بطيخ
قلنا بطبعنا السّمح السّاذج او الشيخ سعدان خير

لكن امور النووية و هيليكوبترات و سيارات مرّة وحدة ... صعبة للهضم و الله

نحن مشروع ميتروا انفاق "حاشاكم" عاش ثلاثة اجيال بكاملها و لم يرى النور بعد
و مشاريع تحلية مياه صُرف عليها ما يكفي لشراء مياه النيل بأكمله و مازل الشعب عطشان و حفيان
و طريق شرق غرب "لم يكتمل بعد" صرفت عليه الدولة ما يكفي للف الكرة الارضية باوراق الالف دينار
و مليون سكن ورقي تدّشن فيه الدولة غرفة بغرفة
و ثلاثة ملايين منصب شغل لكن "مؤقت"
و شهدت الدولة على نفسها بأنّ مشروع الحكومة الاليكترونية يستحيل تنفيده بالنظر للمعطيات الحالية من نقص للكوادر و غموض وو و و

ثم ّ ماذا ؟ قالّك نووي قال !!!
هذه هي احلام السّفهاء التي قضت على هذا البلد ابتداء بالثورة الزراعية و ها نحن اليوم على ابواب واحدة نووية

انظروا مثلا لهولندا التي طمرت مياه البحر و حوّلتها لتربة خصباء تطعم الشّعب من شتـّى الخيرات ,
استحدثوا مقاطعات شاسعة و لم يكتفوا بعد
حتى و ان تقرء في الجرائد بأن هولندا تطور جرار ملائم لتربة المريخ لا تتعجب بل تُعجب
لكن تقرء عن مشروع نووي جزائري .. لا و هيليكوبتر جزائرية ايضا .." خمسة في عين الحسّاد"
و الله قد بلغ السّيل الزبى


ختاما ...
اريد ان اطرح هذه التساؤلات لمن القى السّمع و هو شهيد لعلّه يفهم ما لم استطع فهمه و ينرنا بقبس من فهمه


ما معنى ان يخرج اهل دوار فلان ليقطعوا الطريق بسبب شح المياه ثم يعود كل واحد منهم لبيته فيشعل التلفاز بالنووي


او سكان دشرة علاّن اللذي احرقوا البلدية بسبب الفقر و التهميش و يقصفهم الجيش بهيليكوبترات جزائرية


ما معنى ان تشتكي الدولة زحمة الطرقات و هي بدورها تصنّع سيارات

! ً


أخشى ان يطلع علينا احد منهم ليبشرنا بأن الجزائر و ضمن البرنامج الخماسي للسيادة الرئيس و ضمن فعاليات مهرجان تيمقاد ستنشئ وكالة جازا لعلوم الفضاء و أن اول صاروخ جزائري سينطلق في حلول 2011

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق