الجمعة، 13 نوفمبر 2009

المئزر التكميلي لسنة 2009

لم نكن نعلم ان الحكومة الجزائرية يحكم عليها رمضان او بتعبير آخر الحكومة ترمضن
فمنذ ان حلّ علينا هذا الشهر الفضيل ضيفا هلّت علينا بركات الحكومة و وزرائها
كل حزب بما لديهم فرحون
و كما علمتنا الأيام, لا يمّر موسم من المواسم على الجزائريين إلاّ و حشرت الدولة انفها فيه و سلّت كحلها الاصيل لتعمي الشّعب عن بكرة ابو ابيه
عملا بالقاعدة الجزائرية الجليلة " جا يكحلها عماها"
فالوزراء " سامحهم الله" لا يحلوا لهم ان يهنئ الشعب بعيد او بحجّ او شهر فضيل من دون ضمّار و "سبّان" و نوبات قلبية ...
الله غالب " ما يحملوش" لازم يبربشوا

فهذا الشيخ الفقيه غلام الله اطرب مسامعنا بخبر اجزم انه افسد صوم الشعب برّمته "نسأل الله ان يتجاوز عن ما تقولناه في ذلك اليوم " و سوّد علينا العشر الاوائل من رمضان .

الشيخ -على ما يبدوا - خرج في جولة على دآبّته الرّباعية الدّفع يتفقد احوال الرّعية و بفعل الصيام رئ البطون شبعانة و الاسواق خاوية على عروشها و الأتوبيسات خاوية فظنّ ان المهدي قد نزل و ان الأمّة على ابواب خير ما بعده خير ...

او ربما - اقول ربّما- اخذته الحمّية و اراد ان ينافس زملائه و زميلاته في الوزارة و نحن في شهر التنافس و يظفر بشيتة رمضانية فشبّه عهدة رئيسنا بفترة خلافة عمر ابن عبد العزيز
و لا حول و لا قوة إلاّ بالله

و ما يهمنا نحن كشعب انه لا زكاة هذا العام و لا صدقة و لا يجوز ان يتصدق احدكم على اخيه و لو بدينار
و لا تستبعدوا ان يفتي لكم الشيخ الجليل بوجوب صرف زكاة هذا العام على الشعب الامريكي الذي بلغ عدد فقرائه 25 مليون و بهذانعينهم على تجاوز الازمة المالية ...!؟

ثم جاء دور المعمّر ابو الوزراء الشيخ آبى بكر ليفسد علينا عشر العتق من النيران
الشيخ لم يكفه ربع قرن في الوزارة ليدرك الثقوب المعشعشة بها حتى "يبيّسها" على الاقل بالشينقوم -و ذلك اضعف الايمان -

لا يختلف اثنان ان المشكل الاساسي في وزارة الاب "حفظه الله" يكمن في البناء الفوضي القزديري الذي اسكن فيه برنامجه التعروي ناهيك عن الميزيرية التي يعيشها الاستاذة و هم "بجلالة قدرهم" و باعتراف وزير الرّحمة ولد عباس باتوا ينافسون المعدومين على قفة رمضان
و لهم ما لهم من روجيسترات " مجلدات" عند كل حانوت و تاجر
فبدل تصحيح البرامج او على الاقل تصحيح الالف و الباء و التاء ..و ..و ..و .التي نقشت في غير محلّها في كتب ابنائنا و بناتنا او على الاقل على الاقل "اقلين اثنين" التخفيض من معدلات الانتحار و الجنون التي ما فتئت تفتك ببؤساء البكالوريا جرّاء الاخطاء الكرتونية التي تحدث كل عام .

بدل هذا و ذاك راح الرجل يفصل المآزر الطّوال ليستر بها عورة الوزارة و صار الاب "حفظه الله" خياطا من بعد وزير !!!!
و سبحان الله !! كم ادهشتني تلك الدقّة التي جاء بها منشوره الوزاري الذي و لا شك فصّل عند امهر الخياطة الايطاليين
يقول الشيخ : الطفل اللذي يقل عمره عن 10 سنوات و وزنه عن 25 كيلوا يلبس مئزر ابيض و حبّذة ان تكثّر به الجيوب للحلوى و المشاكل الاخرى
أمّا البنت التي تدرس بالمتوسطة يواتيها اللون الوردي احسن فهو خفيف على اعين الناظرين و المحذّقين و يجاري آخر صيحات الموضة
امّا الذكور اختير لهم اللون الازرق , لون الكراجات و الزيوت الصناعية التي تنتظرهم في المستقبل ..
و الملفت للنظر , لم يأت ذكر الفائدة او الحكمة التي جائت بهذا التغير المفاجئ في اللّوك؟؟
ثمّ , قام الوزير باستحداث كرّاسة بعشرين صفحة و كتاب و كم ساعي نزل على صدور الاساتذة و و المتتبعين كالصّاعقة
فالوزير هنا وجّه صفعة لكل نقاد الاصلاحات التربوية و بالأخص البرامج الجديدة و لسان حاله يقول
" تكملوا البرنامج تكملوه في جوان في جويلية في اوت الله يسهل.."
و هذا يعني :
ان الوزير و اعوانه لم يقتنعوا بعد بأخطائهم و بآراء نقّادهم و بدل تصحيح العوج أطالوا فيه شهرا من الزمان بالاضافة الى تغير الستائر ,"برستيج يعني"

و لم يترك الوزير الفرصة تذهب سدا, فصاغ ذيباجة طويلة عريضة يمتدح فيها نفسه و جعل مآزره و كرّاسته و سويعاته تطفوا بالجزائر في مقدمة الدول المتطورة تعليميا !!


و في ختام الشهر الفضيل , أعلن على مستوى كل الاذاعات الوطنية ان مراكز البريد ستفتح احضانها للشعب المسكين كل ليلة ليعتكف على مشارف ابوابها ساعات طوال لعلّه ينال دراهم معدودة يسدد بها الكريدي و الديون التي اثقلت كاهله طيلت شهر رمضان .
يعلنوننها هكذا بكل تكبر و برودة دم كأنهم داروا مزية في الشعب حتى في ابسط حقوقه


و دمتم في حفظ الله و رعايته

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق