الاثنين، 11 جانفي 2010

سيدي او يحيى لم يبقى فينا موضع للحزام !!




لست ادري لمذا يذوب هذا الوطن و تتقزّم قوامه كلّما حلّ علينا او يحيى ضيفا .
في كلّ مرّة يظهر الرّجل للعلن , ترى هذا الوطن يجرّ رجليه بحسرة شادّا سرواله خشية السّقوط , و لهذا مافتئ الرّجل يصرخ فينا " شدّو الحزام شدّوا الحزام !! " هو يخشى علينا التعرّي بالشوارع الوطن , عيب ان ترى مواطن جزائري في عصر العزّة و الكرامة حزام سرواله قارب ركبتيه .
أم تراه يخشى علينا من السّمنة ؟؟ ألم تعلموا يرعاكم الله انّ شعب امريكا العظمى بعظمته المُعظّمه مهدد بالغباء بسبب السّمنة المفرطة ؟ لإنّهم يرعاكم الله كلّما شغلّوا التلفاز تقابلهم إعلانات كنتاكي و الماكدونالد بأبخس الثمان , ليس كحال تلفازنا كلّما شُغل ينبري منه البُع بُع اويحي صارخا " شدّو الحزام شدُّو الحزام لا استيراد بعد اليوم لا كيندر و لا سيارات الضريبة ارتفعت البترول نفذ الخزينة فرغت البرميل انخفض الدولار هوى أزمة اقتصادية مشكلة بطيخ !!!!.... "


سيدي اويحيى لم يعُد ينفع معنا حزام لأنّه مشدود عن آخر بكرة ابيه , حتى اننا لم نعد نستعمله , اصبح الحزام اليوم يعبر عن البورجوازية و مظهر من مظاهر الشّبع , استبدلناه بمعاصم السّاعات اليدوية فهي اريح و على مقاس بطوننا تماما ,

كذلك سيدي اويحيى "الماندرينا" التي كنّا نرمي بعضنا البعض بها زمانا للتفكّه و اللّعب .. باتت اليوم تعبر عن البورجوازية , رأيت شخاص آخذ صورة مع 5 كيلو ماندارينا بنقّاله حتى يوهم زملائه انه غني و "لاباس بيهم" , البعض استبدل كعكة الخطوبة بكيس ماندارينا , حتّى اننا سمعنا بحالات رشوة بواسطة الماندارينا ... اصبح كيلو برتقال بثلاجة المنزل يعبّر عن البورجوازية الباريسية سيدي او يحيى .

كذلك العدس و الفاصوليا يا سيدي , هذه الحبوب التي كانت بالأمس تعبّر عن البؤس حتى لُقّبت بؤكلة المساجين .. كنّا نسخر من آكلها و طابخها و بائعها و المبيوعت اليه... أصبحت اليوم من السّلع الكمالية ان لم نقل الرّفاهية .

سيدي في بيتنا كل شيئ مُكتّض لآخره إلّا الثلاجة لم يحصل لها الشّرف بعد , في حرّ الصّيف كنّا نستر خوائها بقوارير بلاستيكية , أمّا و الشّتاء قد حل كيف السّبيل لإسكات جوعها ؟
لا تقّلّي اللّحم يارعاك الله , فلحمنا لا يحتاج للثلاجة لأنه يأتي مُثّلج , و لا يحتاج لثلاجة لإنّه لحم مُزيّف كالسّمك المزيف و السّكر المزيف و القهوة المغشوشة و البطاطا الخنزيرية .....

زيف !! كذلك اصبحنا اليوم اجسادا مزيّفة , مالذي بقي لنا يا سيدي ؟ لا شيئ غير الخبز و الماء شعار بؤساء فيكتور ايغو , و ان كنّا نستبدل الماء احيانا بالغاز ترويحا عن النّفس, هذه الصناعة التي برعت فيها الجزائر أيّما براعة - صناعة القازوز - لكل جهة مشروب و لكل ولاية غازها الخاص ,

و في القازوز حكمة , اي نعم سيدي ,و في القازوز حكمة , بخس الثّمن و حلو المذاق و الأهم الأهم يُشعرنا بالتّخمة مع قليل من الخبز ,
نعم التّخمة التّخمة التّخمة !
تخمة لا تكلّفنا سوى قارورة غاز و رغيف خبز ..
لكنّها تُخمة زائفة كلحمنا الزّائف و سمكنا الزّائف ....

كذلك سيدي الخمسة و عشرون بالمائة التي تكرّمت بها علينا , و التّي تغنّت بها جواري القصر و هلهل بها شعراء البلاط .. لا تعني لنا سوى جوّال مستعمل او سروال و جوارب , بينما تعني لكم الكثير , نعم الكثير سيدي , فشتّانى بين الثّرى و الثريا.. بين الخمسة عشر الفا و الثلاثة مائة الف ...


سيدي , كلّ ما ذُكر سابقا لا يهم , اعتدنا على هذه المشاكل و أوكلنا أمرنا لله , لن تخرب الدّنيا إذا جُعنا أو تعرّينا فداءا لهذا الوطن , نحن نعلم أنّك تدّخر لنا تلك الأموال للمستقبل و أنّك تكتنز ذهب هذا الوطن و دوفيزه الأبيض للأيام السّوداء , مع أنّي لا اعلم أيّ سواد ستخضّب به أيامنا القادمة و هل هناك سواد اكثر مّن الذي نحن فيه .. لا يهم لا يهم , انت ركّز فقط و دعك منّا و من بطوننا , ركّز سيدي فالبركة في انغولا .. كلّ البركة في انغولا و ليكتب التّاريخ ماشاء ان يكتب من بؤس و جوع و قهر و ميزيريّة المهم انّنا في المونديال و كلّ شيئ عدا ذلك يهون .



و شكرا




بقلم مواطن مُهتّم

هناك تعليق واحد:

  1. أويحيى القالب النابض للفساد في هده الدولة ، بلاد ميكي ، لن تتغير حتى يتغير أويحيى أو يغير .......

    ردحذف